مواضيع مهمة

الألعاب

السيرة النبوية

الرياضة

السبت، 4 أبريل 2015

الشهيد البطل العربي بن مهيدي



ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواحي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي من عائلة ميسورة تمتلك أراض فلاحية وتمتهن الفلاحة. أبوه شيخ زواية يحظى باحترام كبير لدى أهل الدوار.



مولد العربي بن مهيدي:

ولد العربي بن مهيدي في عام 1923 بدوار الكواحي بناحية عين مليلة التابعة لولاية أم البواقي من عائلة ميسورة تمتلك أراض فلاحية وتمتهن الفلاحة. أبوه شيخ زواية يحظى باحترام كبير لدى أهل الدوار. هو الابن الثاني في ترتيب الأسرة التي تتكون من ثلاث بنات وولدين، دخل المدرسة القرآنية قبل أن يدخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما حصل على الشهادة الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة بعد أن أفلست حيث تحول أبوه إلى بائع خضر وفواكه. وفي بسكرة تابع محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة. في عام 1939 انضم لصفوف الكشافة الإسلامية "فوج الرجاء" ببسكرة، وبعد بضعة أشهر أصبح قائد فريق الفتيان.

حياة العربي بن مهيدي :

كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الدزيرية. وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل اندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان بن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية. وكان يتبارى مع فرق تابعة للاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري. 

نشاط العربي بن مهيدي السياسي:

في عام 1942 انضم لصفوف حزب الشعب بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 ماي 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. وبعد الإفراج عنه التحق بحركة انتصار الحريات الديمقراطية لكنه بقي ينشط في السرية ويغير من هويته في كل مرة حتى لقب بالرجل ذو العشرين وجها. وفي عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث في عام 1949 أن أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه في ذلك الحين محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 واكتشاف المنظمة الخاصة والقمع والاعتقالات التي أعقبت ذلك اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وكان قد حكمت عليه السلطات الاستعمارية بعشر سنوات حبسا بتهمة النشاطات غير الشرعية. لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة: ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا: أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية قففنا وقنابلنا. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية. وبعدها عضوا في مجموعة الستة التي فجرت الثورة التحريرية ( محمد بوضياف، كريم بلقاسم، مصطفى بن بولعيد، ديدوش مراد ورابح بيطاط ) بحيث أصبح قائد المنطقة الخامسة الوهرانية حيث أطلق عمليات الثورة الأولى هناك لكن ما لبث أن توقفت العمليات بسبب اعتقال جل رفقائه في 5 نوفمبر 1954 وكان عليه أن يعاود تشكيل الفريق من جديد ويعيد هيكلة المنطقة رفقة عبد الحفيظ بوصوف. كان ينتقل إلى العاصمة للعمل بالتنسيق مع عبان رمضان لتنظيم العمل السياسي ولم شمل الحركة الوطنية في جبهة التحرير الوطني والتحضير لعقد الاجتماع التقييمي والتنظيمي لقادة الثورة رفقة عبان رمضان بعد استشهاد ديدوش مراد ومصطفى بن بولعيد وتوقيف رابح بيطاط. التحق بالقاهرة عام 1955 للقاء احمد بن بله بغرض حثه على تزويد الثورة بالأسلحة لكن عاد من هناك خائبا بعد مشاجرات بين الرجلين. وهو ما جعله يقتنع بأولوية السياسي على العسكري والداخل على الخارج. فكان لنشاطه الدؤوب في تحضير مؤتمر الصومام دور في اقتراحه من قبل كريم بلقاسم كي يتولى بن مهيدي رئاسة المؤتمر الذي انعقد في منطقة إيفري بواد الصومام وهي ناحية تابعة للمنطقة الثالثة التي كان يقودها كريم بلقاسم. ترأس بن مهيدي مؤتمر الصومام باقتدار ونجاح جعله يكون المرشد الجديد للثورة التحريرية. بعد المؤتمر تغير وضع بن مهيدي بحيث أصبح عضوا بالمجلس الوطني للثورة الجزائرية وأحد أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ رفقة كريم بلقاسم وعبان رمضان وبن يوسف بن خدة وسعد دحلب. وبين نهاية 1956 وبداية 1957 أشرف على المنطقة المستقلة بالجزائر العاصمة وقاد معركة الجزائر وأشرف على العمليات الفدائية التي قادتها حسيبة بن بوعلي وجميلة بوحيرد وزهرة بيطاط وياسف سعدي وعلي لابوانت وغيرهم. اعتقل في 23 فبراير 1957 على الساعة الثانية صباحا من قبل فرقة المظليين التابعة للجنرال بيجار. كان اعتقاله صدفة في منزل جديد استأجره له بن يوسف بن خدة في كلود دوبيسي بالجزائر العاصمة. ولم يكتشف المظليون الذين اعتقلوه هويته إلا بعد 24 ساعة من اعتقاله. تعرض لتعذيب شنيع بفيلا سوزيني بكلو صالومبيي. تقرر إعدامه بطريقة بشعة وجبانة من قبل النقيب أوساريس في 3 مارس 1957. لقد اتخذ قرار إعدام العربي بن مهيدي بعد استشارة فرانسوا ميتران الذي كان وزيرا للعدل آنذاك وروبير لاكوست الذي كان الحاكم العام للجزائر. وفي 6 مارس أعلن الناطق باسم الحاكم العام ميشيل غوربان في ندوة صحفية أن العربي بن مهيدي انتحر في زنزانته شنقا بقماش من قميصه وهي الرواية التي أنكرها بيجار بنفسه في حوار مع جريدة الجزائر الأحداث في 1984. وكذبها أوساريس نفسه الذي أعلن صراحة في كتاب صدر له في فرنسا أنه هو الذي قام بتنفيذ حكم الإعدام في بن مهيدي بل روى تفاصيل العملية. بعد الاستقلال جمعت رفاته وأعيد دفنه في مربع الشهداء بمقبرة العالية.
كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أوت 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول أنه "شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، بما فيها صوم يومي الإثنين والخميس من كل من كل أسبوع. لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده على بلاده ودينه. حتى قال فيه بيجار لو كان عندي عشرة من أمثال محمد العربي بن مهيدي لفتحت العالم.

انخراط العربي بن مهيدي في المنظمة الخاصة LOS

وخلال مجازر8 ماي 1945 ألقت الشرطة الفرنسية القبض عليه واحتفظت به في مقرها ثلاثة أسابيع للاستجواب والبحث والاستنطاق ثم أطلقت سراحه لأن بسكرة بعيدة عما جرى في مدن الشمال القسنطيني ولم يحصل بها ما حصل هناك غير أن انتمائه للتيار الوطني حتم على الشرطة أن تعتقله وتستجوبه للاحتياط فواصل عمله العادي عندما تأسس حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في أكتوبر 1946 انخرط  فيه والتحق بركب المناضلين في الحركة الوطنية وبعد ان تأسست المنظمة الخاصة العسكرية السرية في منصف فيفري 1947 من طرف حزب حركة الانتصار اختاره رئيسها   محمد بلوزداد مسؤولا عنها في الجنوب الشرقي القسنطيني وأصبح من كبار القياديين فيها إلى جانب عبد القادر العمودي ومصطفى بن بولعيد ومحمد بوضياف على مر السنين ،ولا يعرف شيئا كثيرا عن عمله ونشاطه الذي كان سريا ما بين 1947 -1950 م تاريخ اكتشاف الشرطة الاستعمارية للمنظمة الخاصة حيث بحثت عنه السلطات الاستعمارية وجدت من أجل اعتقاله فلم تفلح إذ اختفى عن الأنظار مع عدد من مناضلي المنظمة في الأوراس ومدن الشمال كثيرا ما كان يستعمل أوراقا شخصية مزورة ليتمكن من التنقل والترحال 

تأسيس مجموعة 22:

في شهر ماي 1954 زار محمد العربي بن مهيدي والده بمدينة بسكرة حيث وجد هناك مدرسه علي مرحوم الذي تبادل معه النقاش كعادته وبين له محمد العربي أنه لا جدوى من السياسة السلمية اتجاه الاستعمار الفرنسي وكلفت اللجنة الثورية مصطفى بن بولعيد بالاتصال بالمناضلين المهيكلين في المنظمة السرية والمعروفين بمواقفهم الصلبة وأستطاع أن يقنع مجموعة منهم وعددهم سبعة عشر(17) مناضلا وكونوا مجموعة 22 والتي عقدت اجتماعا تاريخيا في دار إلياس دريج في حي صالومبي بالجزائر العاصمة بتاريخ 23 جوان 1954 ،وأصدرت هذه اللجنة نشرات سرية ثم جريدة "الوطني " الذي جاء في أول عددها( الموقف الذي يجب أن تتخذوه معنا) فعين العربي بن مهيدي قائد منطقة الغرب أما محمد بوضياف فهو المنسق العام بين المنطقة الخامسة ،كما قام هؤلاء بإعداد نص بيان أول نوفمبر 1954 ونص نداء موجه للجيش الفرنسي .
وكان آخر اجتماع لهذه اللجنة يومي 23 – 24 أكتوبر 1954 في دار مراد بوقشورة بالجزائر العاصمة حيث ناقشوا نص بيان أول نوفمبر ،وبعد ذلك توجه كل قائد إلى منطقته ،وتوجه محمد العربي بن ميدي إلى غرب البلاد ( عمالة وهران ) يعيد العدة لساعة الصفر ،ولهؤلاء الرجال أسماء مستعارة والاسم المستعار للشهيد محمد العربي بن مهيدي هو " الحكيم " كونه حكيما في تفكيره وأعماله وتخطيطه [15].

استشهاد العربي بن مهيدي:


إعتقل نهاية شهر مارس 1957 و إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957، بعد أن أعطى درسا في البطولة والصبر لجلاديه. قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره الأندال أن يأخذوا منه إعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل إغتياله إبتسم البطل لجلاديه ساخرا منهم، هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد كما لو أنه قائدا له ثم قال : لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم

أهم أقوال العربي بن مهيدي:

 لقد صرح الشهيد سنة 1956 قائلا " مرة أخرى يحمل الشعب الجزائري السلاح ليطرد المحتل الامبريالي ويقيم جمهورية ديمقراطية اجتماعية وتطبيق نضام اشتراكي و بالخصوص إصلاحات زراعية وثورية من اجل حياة كريمة ،ومن اجل السلام في المغرب العربي ،والشعب مصمم كل التصميم على ضوء تجاربه الماضية أن يتحقق نهائيا من كل أنواع عبادة شخصية والمصلحة هي إحدى أنواعها الأكثر بدائية ورجعية .
فالشعب الجزائري عازم كل العزم على أن يجعل من القيادة الجماعية في إطار المركزية الديمقراطية قانون يسير كل واحد في انضباط وان يجعل من حزب جبهة التحرير الأداة التى تقوي وحدة الشعب وبناء مستقبل زاهر لجميع الجزائريين في ضل العدالة والمساواة.
وفي احد الاجتماعات قبيل اندلاع الثورة بعدة أسابيع تكلم العربي بن مهيدي يخاطب رفاقه قائلا 'القوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب " بمعنى أننا لا تهمنا القيادة إذا احتضن الشعب الثورة لأن الثورة كالسمكة والشعب كالماء كما صور ذلك احد زعماء الصين .
وقد كتب عنه احد العارفين به في عدد20اوت 1957 من جريدة المجاهد التي تتحدث باسم الثورة آنذاك يقول أنه " شاب مؤمن يرتقي مخلص لدينه ووطنه بعيد عن كل ما يشينه ... كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية ولا يشهدون مشهدا يمس المروءة أو يقف موقفا مريبا، أنه لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاد الجزائر ..." هذا بن مهيدي الذي دوخ الاستعمار الفرنسي بجهاده مما جعل أحد الضباط العسكريين الاستعماريين وهو الكولونيل بيجار يقول عنه " لو أملك عشرة رجال مثل بن مهيدي لفتحت العالم كله ".

بعض صوره




مجموعة 22 




أوساريس الكلب الذي تفنن في تعذيب العربي بن مهيدي 




هناك 3 تعليقات :

  1. ماذ يقول الشهيد العربي بن مهيدي لوكان حي عام 2015؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    ردحذف
  2. لو كان معنا اليوم سيحارب العصابه

    ردحذف

إنـضــم للمدونة

الأرشيف

 
copyright © 2013 الجزائري
GooPlz Blogger Template Download. Powered byBlogger blogger templates