لو افترضنا أن التكنولوجيا التي تتطور باستمرار ستمكن رواد الفضاء من الوصول إلى أنحـــاء مجمــوعتنا الشمسية كافة ، ما الذي ستشاهده أعينهم في كل كوكب أو قمر يصلوه ؟ ما هي المناظر التي سيكون من الممكن وصفها بالفريدة أو المدهشة؟
الفنان رون میلر تخیل ثمانیة مواقع، ما تتم مراقبته فیھا یجعلنا ندرك مدى صغر كوكب الأرض وضآلته مقارنة ببقع متعددة في المجموعة الشمسیة... میلر، بمساعدة عدد من العلماء، قام بتفسیر البیانات التي حصل علیها من مسبار Cassini
التابع لوكالة NASA
والذي یقوم بدراسة كوكب زحل وأقماره، و
مسبار MESSENGER المرسل إلى عطارد.
1- حلقات زحل:
أنت تتحرك
في الغلاف الجوي لزحل لتشاهد أمامك أروع منظر لحلقات تحيط بكوكب في المجموعة
الشمسية و انعكاس الضوء على الأجزاء المتجمدة من الحلقات يضيء في كل مكان ...
بإمكانك أيضا رؤية أهلة ستة أقمار في سماء الكوكب ، إضافة إلى رؤية ظاهرة الشمس
الكاذبة (sundog) التي تحدث بسبب انكسار أشعة الشمس
في كريستالات الأمونيا. وتشاهد أيضا غيوم الأمونيا التي تتحرك حولك بسرعة 1500
كم/ساعة . وغذا نظرت إلى أسفل مركبتك سترى محيط من الهيدروجين المعدني الذي
بالإضافة إلى الضغط الجوي الهائل سيعني أنه من المستحيل الهبوط على سطح الكوكب
2- البقعة الحمراء على المشتري:
یصعب على أي شخص إدراك الحجم الھائل لھذه البقعة – العاصفة، ورائد الفضاء الذي سیمر بھا من بعید لن یتمكن من رؤیتھا كلھا؛ إذ أنھا ترتفع نحو 8 كیلومترات عن بقیة الغیوم المحیطة... صواعق البرق التي سیتم مراقبتھا كافیة لإزالة مدینة بأكملھا عن الوجود... سرعة الریاح أسفل العاصفة تصل إلى 400 كیلومتر في الساعة... البقعة تدور حول نفسھا مرة كل 7 أیام... وھي موجودة على الكوكب منذ 400 عام على الأقل.
واد ضخم یبلغ عمقھ نحو 7 كیلومترات وطولھ في أقصاه إلى نحو 4000 كیلومتر... ولتخیل مدى ضخامة ھذا الموقع، علینا أن نعرف أن الشمس تشرق في أحد جانبیھ قبل ست ساعات من أن یحدث الشروق في الجانب الآخر... الدلائل تشیر إلى أن الماء كان یغطي جزءاً كبیراً منھ في الماضي.
3_نوافیر الینابیع - إنسیلادوس:
رائد الفضاء الذي سیصل إلى سادس أكبر قمر لكوكب زحل سیتمكن من مشاھدة خروج نوافیر ینابیع من الجلید أو الماء النقي (البحث لا یزال متواصلاً حول طبیعتھا)... سرعة اندفاع النوافیر سیصل إلى أكثر من 1600 كیلومتراً في الساعة... ما یتوجب علینا معرفته أیضاً ھو أن جاذبیة ھذا القمر تعادل 1/16 فقط من جاذبیة قمرنا، ما یعني أن السیر علیه سیكون صعباً جداً.4_وادي فالیز مارینیریس – المریخ
واد ضخم یبلغ عمقھ نحو 7 كیلومترات وطولھ في أقصاه إلى نحو 4000 كیلومتر... ولتخیل مدى ضخامة ھذا الموقع، علینا أن نعرف أن الشمس تشرق في أحد جانبیھ قبل ست ساعات من أن یحدث الشروق في الجانب الآخر... الدلائل تشیر إلى أن الماء كان یغطي جزءاً كبیراً منھ في الماضي.
5_نوافیر برکانیة –ترایتون:
زوار أكبر أقمار نبتون سیشاھدون انفجارات من سطحه ستكون مكونة على الأغلب من الجلید ومواد عضویة معتمة (لا تحتاج إلى الضوء) وسیصل ارتفاعھا في إلى 8 آلاف متر... الغلاف الجوي لھذا القمر رقیق... وسطحة مغطى بالمیثان وجلید النیتروجین وتصل درجة الحرارة علیه إلى مئتین مئویة تحت الصفر.
6_قمم النور الأبدي:
في موقع قریب منا؛ على القمر، ھناك موقع محدد تم اكتشافه عام 1994 وھو فرید من نوعه في المجموعة الشمسیة برمتھا... یقع على فوھة بیري قرب القطب الشمالي للقمر؛ وبھ لا تغیب الشمس أبداً... أماكن أخرى مثله قد توجد على عطارد (إلا أنھا لم تكتشف حتى الآن)... ھذا الأمر یحدث لأن الموقع یمیل بشكل أقل بقلیل مقارنة مع درجة میلان مدار القمر حول الأرض والشمس... من الممكن أن تتحول ھذه المنطقة إلى موقع جذب سیاحي في المستقبل وأن تكون أول المناطق المرشحة لاستقبال قاعدة مأھولة.
7_شروق الشمس على عطارد:
شروق الشمس وغروبھا على عطارد مشھدان لا مثیل لھما... حجم قرص الشمس في سماء عطارد یبلغ مرتین ونصف المرة مقارنة بحجمه في سمائنا... نجم مجموعتنا الشمسیة یظھر وكأنھ یشرق ویغرب مرتین خلال الیوم العطاردي؛ إذ أن الشمس تشرق وتظھر متحركة في السماء، ثم تتوقف وتبدأ في التحرك رجوعاً باتجاه نقطة شروقھا، ثم تتوقف مجدداً لتعاود حركتھا باتجاه نقطة الغروب... ھذا الأمر یحدث لأن عطارد یدور حول نفسھ ثلاث مرات خلال إتمامھ دورة واحدة حول الشمس، ولأن مداره بیضاوي جدا.
8_فوهة هیرشل علی میماس:
المتسلقون المغامرون الذین سیصعدون إلى القمة في مركز فوھة ھیرشل (أحد أقمار كوكب زحل) سیجدون أنفسھم على ارتفاع 6000 متر فوق مستوى أرضیة الفوھة
وسیكونون محاطین بجدار الفوھة الذي یرتفع نحو 5000 متر... والتساؤل الأھم لدیھم سیكون: كیف تمكن میماس من النجاة من التصادم الذي أنتج ھذه الفوھة التي یبلغ قطرھا 139 كیلومتراً؟
المراجع:
مجلة العلوم والمعرفة للجمیع آفاق العلم عدد 34 مارس_ أفريل 2011.
إرسال تعليق